قبل نحو خمسة عشر عاماً: كنت في إحدى المناطق الساحلية، فانزعجت مما رأيت فيها من مظاهر، فسارعت لمغادرتها.
وفي طريقي للخروج من هذه المنطقة: لحقني أحد الباعة من متجره، فناداني بلهفة شديدة، وأدخلني عنده، وأجلسني في كرسي، وكان للأسف محلاً لبيع ثياب السباحة الخليعة!
وأخذ يتحدث إلي، ولا يكاد يفهم بعضنا بعضًا!
فأخرج لي ورقة قديمة بالية، محيت بعض كلماتها من كثرة استخدامها، وطلب مني إكمال فراغاتها، وتوضيح عباراتها!
وأنا في كل ذلك متعجب منه، فكانت المفاجأة: أنها ورقة كتب فيها ما يسمى بالصلاة النارية، وهي صيغة صوفية للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم!
تأثرت جداً لحاله، مع تعلقه بدينه، وحبه لنبيه صلى الله عليه وسلم-فيما أحسبه-.
فكان موقفاً تزاحمت فيه عواطفي، وتحيرت فيه مقاصدي: بين إصلاح ما هو فيه من الشهوات، أو تصحيح ما عليه من شبهات،
ومما زاد الأمر تعقيدًا: ضعف لغة التخاطب، فلم أجد إلا أن أدلّه على بعض الأذكار الثابتة في السنة، ثم ودعته، ولم أزل أدعو له بأن يهديه الله سواء السبيل.